الحمد لله الذي أحيانا فأوجد لنا مواسم للخير ونفحات للإيمان
و قرَّب لنا أبواب الخير ، وفَتَح لنا باب التوبة وقال عز من قائل
{وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}
توالت السنون ومرت الأشهر وألأيام وطويت صحائف أقوام، فغيبتهم اللحود، واخترمتهم المنايا قبل حلول هذا الشهر الكريم، ولن تزال المنايا تخترم النفوس ولكل أجل كتاب
وأقبل رمضان , شهر التوبة والغفران والعتق من النيران
شهر تسكب فيه العبرات وتقال فيه العثرات
فيامن أسرف على نفسه ومازال مسرفا
يامن ظلم نفسه بتسويف التوبة أما آن لك أن تتوب الآن
يا من أسرفت على نفسك أما آن لك أن تتوبي ألآن
يا من سمعت الحرام أما آن لك أن تتوبي الآن
يا من خلعت الحجاب أما آن لك أن تتوبي الآن
يا كل عين لم تبكي من زمان أما آن لك ان تبكي في رمضان
يا من خرجت متبرجة متزينة أمام الرجال وبارزت الله في المعاصي
أما آن لك أن تتوبي في رمضان
، فأقبل على ربك – الذي عصيته – متضرعاً خاشعاً نادماً باكياً
وأقبلي اخيتي قبل أن ياتي يوم لاينفع فيه مال ولابنون الآ من أتى الله بقلب سليم
الله يدعو عباده إلى التوبة النصوح الصادقة في كل زمان، ويقول جل ذكره:
وهذا اخر نداء للمؤمنين فى القران الكريم
{يا أيها الذين آ منوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}
8التحريم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : (( آمين ، آمين ، آمين )) فقيل : يا رسول الله ، إنك صعدت المنبر : فقيل : يا رسول الله ، إنك صعدت المنبر فقلت : (( آمين ، آمين ، آمين )) ؟ فقال : (( إن جبرائيل عليه السلام أتاني فقال : من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين ، فقلت آمين )) الحديث [ رواه أحمد وهو صحيح ].
أو ليس حريا بنا أن نتخفف من الأوزار في رمضان
ونقلع عن المعاصي والموبقات فنستشعر لذة رمضان ونحس بأثره في نفوسنا وسلوكياتنا، ولا يكن رمضان وغيره سواء.
إننا والله في نعمة عظيمة , ألا وهي أن لنا رب غفور رحيم حليم , يقبل توبة العبدبعد الإسراف في المعاصي (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ماتفعلون( .
باب التوبة مفتوح ..
- الله يفرح بتوبة عبده !!
- التائب من الذنب كمن لا ذنب له !
- التوبة تجب ما قبلها ..
فمتى يتوب من لا يتوب الآن؟
ومتى يعود إلى الرحمن من لا يعود الآن
فوالله الذي لا إله هو , ليس لنا من الأعمال ما نتقدم به إلى الله , أعمالنا قليلةجدا ، مشوبة بالرياء والسمعة ، يتخللها
الخطأ والتقصير ، وكلنا فقر ومسكنة , وكلنا عجز وتقصير
)..يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد(
(والله الغني وأنتم الفقراء( .
وها هي البشرى من رب رحيم
يقول صلى الله عليه وسلم . قال تعالى :
{ قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[ الزمر:53].
وقال : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69)إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
[ الفرقان:].
يا له من فضل عظيم ، ويا له من مكسب كبير ، يبدل الله جميع سيئاتك حسنات ...
أبعد هذا الفضل من فضل !!!!
أبعد هذه النعمة من نعمة!!!!
تبدل جميع سيئاتنا حسنات
وماذا بعد ؟؟!!!
يفرح الله بتوبتك اكثر من فرحك انت ؟
استمعوا إلى ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(( لله أشد فرحاً بتوبة عبده ...
يأاااااااااااااااااااالله
ما أرحمك ... وما أحلمك ... وما أكرمك ....تباركت وتعاليت
هل تخيلنا الدنيا بدون توبة
فهى اكبر نعمة من الله انه يقبلك ويحبك
نعم -- يحبك
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
فالتوبة تطهرك من الداخل...
ليكن شعارنا قول سيدناموسى عليه السلام
" و عجلت إليك ربى لترضى "
فسارع أخي وسارعي أختي لتفوزوا بعتق رقابكم من النار, واغتنموا الوقت بالطاعات والسنن بالصيام والقيام والتقرب الى الله وكثرة التوبة والاستغفار وبادروا بالحسنات
سئل الحسن البصري عن تفسير قوله تعالى
"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوايكسبون"
قال:هو الذنب فوق الذنب حتى يعمى القلب..
وقال صلى الله عليه وسلم :
(( يقول الله تعالى : يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم )).
جاء في الأثر أن رجلا من بنى إسرائيل عبد الله 20سنه،ثم عصى الله 20 سنه،فنظر يوما إلى وجهه في المرآة و قد رأى الشيب في رأسه فقال
يا رب أطعتك 20 سنة..ثم عصيتك 20 سنة..
أتراك تقبلني لوعدت؟فوجد أن جرمه شديد،فندم على تلك الحالة فرأى
في المنام مني ناديه…
عبدي أطعتني فقربناك،ثم عصيتنا فأمهلناك..
و إن عدتإلينا قبلناك..
يااااااااااااااالله
فهيا بنا نتوب ونقلع عن الذنوب
بالتوبة النصوح وكثرة الأستغفار
ونقول اللهم تب علينا توبة ترضيكوباعد بيننا و بين معاصيك و ارزقنا توبة نصوحا تصلح بها أحوالنا و تكون خاتمة حسنةلأعمالنا
اللهم آمين
اللهم انفعنا وارفعنا بالقران العظيم