خلق الله جميع البشر من نفس واحدة وجعل من تلك النفس مثيلها والزوج الذي تسكن اليه ,
وجعلنا شعوبا وقبائل مختلفة في الأشكال والأجناس واللغات والألوان ,
ولكن متشابهة في الحقوق والواجبات .
قال تعالى : { ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف ألسنتكم والوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين } سورة الروم، الآية 22.
ومن رحمة الله علينا أن من الله علينا بالإسلام وهدانا للإيمان ,
ومن حكمته أن جعل أداب وحقوق في معاملة المسلم للمسلم , والجار لجاره .
فكانت القاعدة الاسلامية كما حددها الرسول محمد في خطبة الوداع ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى".}. رواه أحمد
فكلنا سواسية عند الله , ولذلك وضع الشرع حقوقا وواجبات على كل مسلم كي تستقيم الحياة , ويستقر المجتمع الإسلامي .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صبى الله عليه وسلم قال :
{ حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام و عيادة المريض واتباع الجنائز
و إجابة الدعوة و تشميت العاطس } متفق عليه .
و في رواية في صحيح مسلم : { حق المسلم على المسلم ست :
إذا لقيته فسلم عليه ،وإذا دعاك فأجبه ، و إذا استنصحك فانصح له
،وإذا عطس فحمد الله فشمته ، و إذا مرض فعُده ، وإذا مات فاتبعه }.
إن الأخوة التي حددها الإسلام لهي أقرب من صلة الدم والنسب والأرحام .
والإخوَّة الصادقة تعلو وتسمو بالمسلم في الدنيا ,وينال بها صاحبها أكرم وأفضل الدرجات عند الله عز وجل في الآخرة ...
إذ أعد الله لمن يتقرب إليه بحب إخوانه من المسلمين منابر من نور يوم القيامة , -بل ويظلهم في ظله
- من لهب النيران – يوم لا ظل إلا ظل الله عز وجل , ويؤمنهم من فزع يوم القيامة , وهذا فقط لمن صدق في إخوته وأخلص فيها .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وذكر منهم :
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه } متفق عليه
لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. تحابوا في الله وتصافوا،
يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسون عليها،
فجعل وجوههم نورًا، وثيابهم نورًا, يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون..
هم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
ولكن هل حق المسلم على المسلم مقتصر فقط في هذه الست التي ذكرت في الحديث ؟
حق المسلم اكثر مما جاء في الحديث فإنما عرض الحديث حقوق مجمعة على سبيل التقريب لا الحصر
ومن حقوق المسلم على المسلم على سبيل المثال:
*تحفظه بظهر الغيب وتحب له ما تحب لنفسك
تحب له ما تحب لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }.متفق عليه
*لاتؤذه بقول أو فعل وتكون في حاجته
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
{ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ
وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }. أخرجه أحمد
*الاستئذان عليه قبل الدخول ,والانصراف إذا طلب ذلك
قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا } سورة النور (27)
عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« إذا أستأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع » متفق عليه.
الحكمة من جعل الاستئذان ثلاث مرات هي :
المرة الأولى من الاستئذان : استئذان ،
والمرة الثانية: مشورة ، هل يؤذن في الدخول أم لا ،
والثالثة: علامة الرجوع ولايزيد على الثلاث.
*صيانة عرضه والذود عنه وحفاظه من الغيبة والنميمة
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }[سورة الحجرات:6].
علينا أن نحسن الظن بالمسلمين ولا نخوض في أعراضهم
ولا نمشي بالنميمة بين الناس ,لأن خطرها عظيم , وعقوبتها أعظم في الدنيا والآخرة ,
وقد شدد الله على تحريمها أن جعلها من الكبائر والموبقات المهلكات
عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يدخل الجنة نمام }
وقوله صلى الله عليه وسلم { لا يدخل الجنة قتات } متفق عليه
قال صاحب اللؤلؤ : قتات من قت الحديث يقته قتاً والرجل قتات أى نمام
وقال ابن الأعرابى : هو الذى يسمع الحديث وينقله .
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه قال :
{ ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس } رواه مسلم .
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
مر بقبرين فقال : { إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير :
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ،
وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله } رواه البخاري ومسلم ،
قال بعض العلماء :وما يعذبان في كبيرأي : كبير في زعمهما وقيل كبير تركه عليهما .
*السعي في قضاء حاجته والصبر على قضاء دينه وستر عيوبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ,
ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة ,
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } رواه مسلم
وقوله كربة من كرب يوم القيامة ولم يقل من كرب الدنيا
فقد ادخر الله جزاء تنفيس الكرب عنده لينفس به كرب الآخرة ,
وهي أشد وأعظم أجرا من ناحية , ومن ناحية أخرى فكرب يوم القيامة ,
أشد من كرب الدنيا التي مهما عظمت فهي إلى زوال , أما الآخرة فهي دار البقاء .
* عدم ترويعه جادا أو مازحا
أتعجب كثيرا من مواقف تصدر من أشخاص يقولون عنها أنها أشياء بسيطة لا دخل لها بالحلال والحرام ,
وأجد أن عملهم قد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة ونهانا عنه سواء كان فاعله جادا أو مازحا
فقد حذرنا رسول الله من ترويع المسلم سواء كان جدا أو مزاحا
و من نِعَم الله تعالى على خَلْقه نعمةَ الأمن، بها يَنْعَمون بالسكينة والاستقرار،
وقد من الله على مكة وأهلها بالأمن والسلام ,
قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت/ 67 .
وجعل الأمن جزاءَ مَن آمَن وعمل صالحًا،
قال الله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. (الأنعام: 82 ''
ولذلك حَرَّم الله سبحانه وتعالى ترويع المسلم وإخافتَه،
سواء كان هذا الترويع بالقول أو بالفعل،
وسواء كان على سبيل الجد أو اللعب والمزاح ،
فقد رُوِيَ عن النعمان بن بشير، قال: { كنا مع رسول الله ـ صلَ الله عليه وسلم ـ في مسير،
فخفق رجل ''أي نَعِسَ'' على راحتله،
فأخذ رجل سهمًا من كِنانته، فانتبه الرجل ففَزِع،
فقال رسول الله صلَ الله عليه وسلم : لا يَحِلُّ لرجل أن يُرَوِّعَ مسلمًا }
صححه الشيخ الألباني
والأمر جد خطير فنجد أحاديث كثيرة تحذر من إخافة المؤمن ولو كان مزاحا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يأخذَنَّ أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادًّا } رواه الترمذي بسند حسن
وعاقبة هذا الأمر في الآخرة أشد وأعظم خطرا
عن عامر بن ربيعة أن رجلا أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح،
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم } رواه الترمذي
*لاتهجره فوق ثلاث ليال
عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
{لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ,
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام } رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ,
فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا ً,
إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا } رواه مسلم .
*الإحسان إليه والترابط معه في كل الظروف
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد،
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } متفق عليه
*صيانة نفسه وماله والدفاع عنه من ظلم الظالمين
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً } . متفق عليه
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه } متفق عليه.
*الوقوف بجانبه ظالما أو مظلوما
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً،
فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً،
أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟!
قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.} رواه البخاري
*الدعاء له أمامه وفي غيبته
قال الله تعالى :{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 11.
وقال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَاسْتَغْفِرْلِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .
قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم:
{ دُعَاءُ المَرْءِ المسلِمِ مُستَجَابٌ لأخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ
عندَ رأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بِخَير قَالَ المَلَكُ ءامِينَ ولَكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ }
رواهُ مُسْلِم.
ومَعْنَى الدُّعَاءِ لأخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ
أنْ يَدْعُوَ لَهُ في غَيْبَتِهِ أَيْ لَيْسَ في حُضُورِه.
وهو أقرب للاستجابة لتحقيق الإخلاص فيه لله والمحبة للمؤمنين، ولتأمين الملك عليه.
*عدم الخطبة على خطبته أو البيع على بيعه
عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{لا يبع الرجل على بيع أخيه ،ولا يخطب على خطبة أخيه ،إلا أن يأذن له} رواه مسلم
لما في الخطبة على خطبة أخيه الإيذاء وما تسببه من القطيعة فأما إن أذن فلا حرمة في ذلك ,وكذلك إن أعرض عنها .
هذه جملة من حقوق المسلم على المسلم
أسأل الله القبول والإخلاص في القول والعمل
وجعلنا شعوبا وقبائل مختلفة في الأشكال والأجناس واللغات والألوان ,
ولكن متشابهة في الحقوق والواجبات .
قال تعالى : { ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف ألسنتكم والوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين } سورة الروم، الآية 22.
ومن رحمة الله علينا أن من الله علينا بالإسلام وهدانا للإيمان ,
ومن حكمته أن جعل أداب وحقوق في معاملة المسلم للمسلم , والجار لجاره .
فكانت القاعدة الاسلامية كما حددها الرسول محمد في خطبة الوداع ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى".}. رواه أحمد
فكلنا سواسية عند الله , ولذلك وضع الشرع حقوقا وواجبات على كل مسلم كي تستقيم الحياة , ويستقر المجتمع الإسلامي .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صبى الله عليه وسلم قال :
{ حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام و عيادة المريض واتباع الجنائز
و إجابة الدعوة و تشميت العاطس } متفق عليه .
و في رواية في صحيح مسلم : { حق المسلم على المسلم ست :
إذا لقيته فسلم عليه ،وإذا دعاك فأجبه ، و إذا استنصحك فانصح له
،وإذا عطس فحمد الله فشمته ، و إذا مرض فعُده ، وإذا مات فاتبعه }.
إن الأخوة التي حددها الإسلام لهي أقرب من صلة الدم والنسب والأرحام .
والإخوَّة الصادقة تعلو وتسمو بالمسلم في الدنيا ,وينال بها صاحبها أكرم وأفضل الدرجات عند الله عز وجل في الآخرة ...
إذ أعد الله لمن يتقرب إليه بحب إخوانه من المسلمين منابر من نور يوم القيامة , -بل ويظلهم في ظله
- من لهب النيران – يوم لا ظل إلا ظل الله عز وجل , ويؤمنهم من فزع يوم القيامة , وهذا فقط لمن صدق في إخوته وأخلص فيها .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وذكر منهم :
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه } متفق عليه
لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. تحابوا في الله وتصافوا،
يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسون عليها،
فجعل وجوههم نورًا، وثيابهم نورًا, يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون..
هم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
ولكن هل حق المسلم على المسلم مقتصر فقط في هذه الست التي ذكرت في الحديث ؟
حق المسلم اكثر مما جاء في الحديث فإنما عرض الحديث حقوق مجمعة على سبيل التقريب لا الحصر
ومن حقوق المسلم على المسلم على سبيل المثال:
*تحفظه بظهر الغيب وتحب له ما تحب لنفسك
تحب له ما تحب لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }.متفق عليه
*لاتؤذه بقول أو فعل وتكون في حاجته
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
{ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ
وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }. أخرجه أحمد
*الاستئذان عليه قبل الدخول ,والانصراف إذا طلب ذلك
قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا } سورة النور (27)
عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« إذا أستأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع » متفق عليه.
الحكمة من جعل الاستئذان ثلاث مرات هي :
المرة الأولى من الاستئذان : استئذان ،
والمرة الثانية: مشورة ، هل يؤذن في الدخول أم لا ،
والثالثة: علامة الرجوع ولايزيد على الثلاث.
*صيانة عرضه والذود عنه وحفاظه من الغيبة والنميمة
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }[سورة الحجرات:6].
علينا أن نحسن الظن بالمسلمين ولا نخوض في أعراضهم
ولا نمشي بالنميمة بين الناس ,لأن خطرها عظيم , وعقوبتها أعظم في الدنيا والآخرة ,
وقد شدد الله على تحريمها أن جعلها من الكبائر والموبقات المهلكات
عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يدخل الجنة نمام }
وقوله صلى الله عليه وسلم { لا يدخل الجنة قتات } متفق عليه
قال صاحب اللؤلؤ : قتات من قت الحديث يقته قتاً والرجل قتات أى نمام
وقال ابن الأعرابى : هو الذى يسمع الحديث وينقله .
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه قال :
{ ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس } رواه مسلم .
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
مر بقبرين فقال : { إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير :
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ،
وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله } رواه البخاري ومسلم ،
قال بعض العلماء :وما يعذبان في كبيرأي : كبير في زعمهما وقيل كبير تركه عليهما .
*السعي في قضاء حاجته والصبر على قضاء دينه وستر عيوبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ,
ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة ,
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } رواه مسلم
وقوله كربة من كرب يوم القيامة ولم يقل من كرب الدنيا
فقد ادخر الله جزاء تنفيس الكرب عنده لينفس به كرب الآخرة ,
وهي أشد وأعظم أجرا من ناحية , ومن ناحية أخرى فكرب يوم القيامة ,
أشد من كرب الدنيا التي مهما عظمت فهي إلى زوال , أما الآخرة فهي دار البقاء .
* عدم ترويعه جادا أو مازحا
أتعجب كثيرا من مواقف تصدر من أشخاص يقولون عنها أنها أشياء بسيطة لا دخل لها بالحلال والحرام ,
وأجد أن عملهم قد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة ونهانا عنه سواء كان فاعله جادا أو مازحا
فقد حذرنا رسول الله من ترويع المسلم سواء كان جدا أو مزاحا
و من نِعَم الله تعالى على خَلْقه نعمةَ الأمن، بها يَنْعَمون بالسكينة والاستقرار،
وقد من الله على مكة وأهلها بالأمن والسلام ,
قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت/ 67 .
وجعل الأمن جزاءَ مَن آمَن وعمل صالحًا،
قال الله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. (الأنعام: 82 ''
ولذلك حَرَّم الله سبحانه وتعالى ترويع المسلم وإخافتَه،
سواء كان هذا الترويع بالقول أو بالفعل،
وسواء كان على سبيل الجد أو اللعب والمزاح ،
فقد رُوِيَ عن النعمان بن بشير، قال: { كنا مع رسول الله ـ صلَ الله عليه وسلم ـ في مسير،
فخفق رجل ''أي نَعِسَ'' على راحتله،
فأخذ رجل سهمًا من كِنانته، فانتبه الرجل ففَزِع،
فقال رسول الله صلَ الله عليه وسلم : لا يَحِلُّ لرجل أن يُرَوِّعَ مسلمًا }
صححه الشيخ الألباني
والأمر جد خطير فنجد أحاديث كثيرة تحذر من إخافة المؤمن ولو كان مزاحا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يأخذَنَّ أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادًّا } رواه الترمذي بسند حسن
وعاقبة هذا الأمر في الآخرة أشد وأعظم خطرا
عن عامر بن ربيعة أن رجلا أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح،
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم } رواه الترمذي
*لاتهجره فوق ثلاث ليال
عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
{لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ,
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام } رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ,
فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا ً,
إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا } رواه مسلم .
*الإحسان إليه والترابط معه في كل الظروف
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد،
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } متفق عليه
*صيانة نفسه وماله والدفاع عنه من ظلم الظالمين
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً } . متفق عليه
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه } متفق عليه.
*الوقوف بجانبه ظالما أو مظلوما
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً،
فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً،
أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟!
قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.} رواه البخاري
*الدعاء له أمامه وفي غيبته
قال الله تعالى :{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 11.
وقال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَاسْتَغْفِرْلِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .
قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم:
{ دُعَاءُ المَرْءِ المسلِمِ مُستَجَابٌ لأخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ
عندَ رأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بِخَير قَالَ المَلَكُ ءامِينَ ولَكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ }
رواهُ مُسْلِم.
ومَعْنَى الدُّعَاءِ لأخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ
أنْ يَدْعُوَ لَهُ في غَيْبَتِهِ أَيْ لَيْسَ في حُضُورِه.
وهو أقرب للاستجابة لتحقيق الإخلاص فيه لله والمحبة للمؤمنين، ولتأمين الملك عليه.
*عدم الخطبة على خطبته أو البيع على بيعه
عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{لا يبع الرجل على بيع أخيه ،ولا يخطب على خطبة أخيه ،إلا أن يأذن له} رواه مسلم
لما في الخطبة على خطبة أخيه الإيذاء وما تسببه من القطيعة فأما إن أذن فلا حرمة في ذلك ,وكذلك إن أعرض عنها .
هذه جملة من حقوق المسلم على المسلم
أسأل الله القبول والإخلاص في القول والعمل